قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنفال﴾ : فاعل «يَسْأل» يعود على معلوم، وهم مَنْ حَضَرَ بَدْراً. و «سأل» تارةً تكونُ لاقتضاء معنى في نَفْسِ المسؤول فتتعدَّى ب «عن» كهذه الآية، وكقول الشاعر:
| ٢٣٧٩ - سَلي إنْ جَهِلْتِ الناسَ عنَّا وعنهمُ  |  فليس سواءً عالمٌ وجَهولُ | 
وقد تكون لاقتضاء مالٍ ونحوه فتتعدَّى لاثنين نحو: 
«سألت زيداً مالاً». وقد ادَّعى بعضُهم أن السؤالَ هنا بهذا المعنى، وزعم أن 
«عَنْ» زائدةٌ، والتقدير: يسألونك الأنفالَ، وأيَّد قولَه بقراءة سعد بن أبي وقاص وابن مسعود وعلي بن الحسين وزيدٍ ولدِه ومحمد الباقر ولدِه أيضاً وولده جعفر الصادق وعكرمة وعطاء: 
«يسألونك الأنفالَ» دون 
«عن». والصحيحُ أن هذه القراءةَ على إرادةِ حرفِ الجر. وقال بعضهم: 
«عن» بمعنى 
«مِنْ». وهذا لا ضرورةَ تدعو إليه.
وقرأ ابنُ محيصن: 
«عَلَّنْفَال». والأصل: أنه نقل حركةَ الهمزة إلى لام