٢٥٦١ - إنَّ الذين قتلتُمْ أمسِ سَيِّدَهُمْ | لا تحسَبوا ليلَهم عن ليلِكم ناما |
قوله: ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ﴾ «أنَّ» وما في حَيِّزها هي المبشَّرُ بها، أي: بَشِّرهم باستقرارِ قَدَمِ صِدْق، فَحُذفت الباء، فجرى في محلِّها المذهبان. والمرادُ بقدَمِ صِدْقٍ السابقةُ والفضلُ والمنزلةُ الرفيعة. وإليه ذهب الزجاج والزمخشري ومنه قولُ ذي الرمة:
٢٥٦٢ - لهمْ قَدَمٌ لا يُنْكِرُ الناسُ أنها... مع الحَسَبِ العاديِّ طَمَّتْ على البحر... لمَّا كان السعي والسَّبْقُ بالقدم سُمِّي السَّعْيُ المحمود قَدَماً، كما سُمِّيت اليدُ نِعْمة لمَّا كانت صادرةً عنها، وأُضيف إلى الصدق دلالةً على فضلِه، وهو من باب رجلُ صدقٍ ورجلُ سوءٍ. وقيل: هو سابقةُ الخير التي قَدَّموها، ومنه قول وضَّاح اليمني:
٢٥٦٣ - مالك وضَّاحُ دائمَ الغَزَلِ | أَلَسْتَ تخشى تقارُبَ الأَجَلِ |
صَلِّ لذي العرشِ واتَّخِذْ قَدَماً | تُنْجيك يوم العِثارِ والزَّلَلِ |