قوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ﴾ : كقوله: ﴿لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ﴾ [النحل: ٥]. و «حين» منصوبٌ بنفس «جَمال»، أو بمحذوفٍ على أنه صفةٌ له، أو معمولٌ لِما عَمِل في «فيها» أو في «لكم».
وقرأ عكرمةُ والضحاكُ «حينا» بالتنوين على أنَّ الجملةَ بعدَه صفةٌ له، والعائدُ محذوفٌ، أي: حيناً تُرِيْحون فيه، وحيناً تَسْرحُون فيه، كقولِه تعالى: ﴿واتقوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ﴾ [البقرة: ٢٨١].
وقُدِّمَتْ الإِراحةُ على السَّرْحِ؛ لأنَّ الأنعامَ فيها أجملُ لِمَلْءِ بطونِها وتَحَفُّلِ ضُروعِها.
والجَمالُ: مصدرُ جَمُلَ بضمِّ الميم يَجْمُل فهو جميل، وهي جميلة. وحكى الكسائيُّ جَمْلاء كَحَمْراء، وأنشد:
٢٩٥ - ٧- فهِيَ جَمْلاءُ كَبَدْرٍ طالعٍ | بَذَّتِ الخَلْقَ جميعاً بالجَمالْ |
ويقال: أراحَ الماشيةَ وهَرَاحَها بالهاءِ بدلاً من الهمزة. وسَرَحَ الإِبلَ يَسْرَحُها سَرْحاً، أي: أرسلَها، وأصلُه أن يُرْسِلَها لترعى السَّرْحَ، والسَّرْحُ شجرٌ له ثمرٌ، الواحدة سَرْحَة. قال:
٢٩٥ - ٨- أبى اللهُ إلا أنَّ سَرْحَةَ مالكٍ | على كلِّ افنانِ العِضاهِ تَرُوْقُ |
الصفحة التالية