جبلٍ وشجرٍ وبناءٍ وجسمٍ قائمٍ. وقوله: ﴿يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ﴾ إخبارٌ عن قوله ﴿مِن شَيْءٍ﴾ ليس بوصفٍ له، وهذا الإِخبارُ يَدُلُّ على ذلك الوصفِ المحذوفِ الذي تقديرُه: هو له ظلٌّ» وفيه تكلُّفٌ لا حاجةَ له، والصفةُ أبينُ. و ﴿مِن شَيْءٍ﴾ في محلِّ نصبٍ على الحال من الموصولِ، أو متعلقٌ بمحذوفٍ على جهةِ البيان، أي: أَعْني مِنْ شيء.
والتفيُّؤُ: تَفَعَّل مِنْ فاء يَفِيْءُ، أي: رَجَع، و «فاء» قاصرٌ، فإذا أُريد تعديتُه عُدِّي بالهمزة كقوله تعالى: ﴿مَّآ أَفَآءَ/ الله على رَسُولِهِ﴾ [الحشر: ٧] أو بالتضعيف نحو: فَيَّأ اللهُ الظلَّ فَتَفَيَّأ. وَتَفَيَّأ مطاوِعٌ فهو لازمٌ. ووقع في شعر أبي تمام متعدياً في قوله:
٢٩٧ - ٣- طَلَبَتْ ربيعَ ربيعةَ المُمْرَى لها | وتفيَّأَتْ ظلالَه مَمْدودا |