قيل: فما وجه تخليدهم في النار، والتخليد لا نهاية له، وقد
زعمتم أن عقوبتهم متناهية، والقتل طائفة منها.
فإما أن يكون قولكم في نهاية الكفر وعقوبته خطأ، وإما أن يكون
تخليدهم من العدل الذي لا تعقلونه، ويوجب عليكم القول بالقضاء.
وإعداده في وجوه العدل وإن لم تعقلوه.
وإن قالوا: ليس بعقوبة لكفرهم، لأن عقوبة الكفر تخليدهم النار
بعد الحشر.
قيل لهم: فما وجه قتلهم، وتصرفه في العدل الذي تحملونه على
فطرة عقولكم.
هذا مع ما يلزمهم من خلاف نص القرآن حيث جعل الله ذلك عقوبة
لكفرهم وجزاء له.
ويقال: هل يخلو أمره - جل وتعالى - بقتلهم إن كان غير عقوبة
عندكم من أن يكون عدلا لا تعقلونه يلزمكم أن تؤمنوا بغيره وإن لم
تعقلوه كإيمانكم بهذا، أو جورا عندكم تجحدون بتنزيله فيكفونا مؤونة
الاشتغال تناقضكم لما تصرخون به من ظاهر كفركم.
ولو قلتم كما قال، واتبعتم في جميعه القرآن، والرسول - صلى الله
عليه وسلم - من أن المفات نفسه بفعل البشر وغير البشر ميت بأجله.
الكافر مع خلود في النار معا عقوبة، وتبرأتم من عدل يخرج