صدق المخبِرين إلا بأمارات فيهم يسكن إليها قلوب المخبَرين جعل للرسل
آيات يتباينون بها سائر الخلق، لتوكيد الحجة على المبعوث إليهم.
فأما لزوم الحجة فالصدق لا بالآيات، فبأي شيء ثبت صدق المخبِر
عند المخبَر وجب قبول قوله عليه ولزمته الحجة به، وإن لم يكن مثل آيات
الرسل.
أليس الله - جل جلاله - قد أمر بقبول قول العدل من الشهود على
ما يعرف - فظاهر عدالته وصدق لهجته - ولم يثبت صدقه عندنا بآية أوتيها
كآيات الرسول.
وأبو حنيفة ممن يقول بخبر الواحد، وقد ثبت عنده برواية هؤلاء
بأعيانهم الذين رد أخبارهم أخبار كثيرة وقال بها، وجعلها حجة
لمذهبه.