ما وجهه، فإن المنافق لا حَظ له في الجنة، ولا يكون مصطفى، والله
جل وعلا - بدأ الآية بذكر المصطفين، ثم قال: (فمنهم) فالهاء
والميم راجعتان على المصطفين لا محالة، والثلاثة الأنواع كلهم مصطفون
في حكم الآية، وظاهر التلاوة، وقد قال: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا)
فكيف يكون الظالم مع هذا منافقًا.
والمنافق مخذول لا مصطفى، وموعده النار بل أسفل دركها.
وهذه الآية من أكبر الحجة على المعتزلة في باب الوعيد، وعلى
الشراة في باب إعدادهم الذنوب كفرًا.
فأما على المعتزلة ففي إدخال الظالم نفسه الجنة مع المقتصد والسابق
بالخيرات بإذن الله.
وفي نفس إذن الله حجة عليهم أيضًا، لأن الإذن إطلاق لا علم.
قد دللنا في غير هذا الموضع.