فليت شعري مَن المغفور والمتفضل عليه إذاً، وما معنى تسمية الله نفسه
غفورا وعفوا إذا كان الكافر يخلد في النار، والمذنب الميت بغير توبة
يخلد، والتائب محسن لا سبيل عليه مبدل سيئاته حسنات لا يدخل النار
عندهم بَتة، ولا يقع عليه اسم العفو عنه، ولا المغفرة له، إذا المغفرة
لا تكون إلا لذنب وجناية، والعفو لا يكون إلا عنها، والتائب قد لقي
الله بريئَا منها، نقيا مِن رسمهما، قد طهرته التوبة وأعادتهما به
حسنات، يستوجب عليهما الكرامات. وليس هناك بزعمهم من إذا
دخل النار خرج منها بعفوه ومغفرته، أو لا يدخلها وإنِ استوجبها
بتفضله ورحمته، ورأفته وإحسانه، فأرى على زعمهم قد بطل كثير من
أسامي الله، وعادت عَواري - ويلهم - لا فائدة فيها مثل العفو
والغفور، والرحيم والرءوف، والمحسن، وهذا خروج من


الصفحة التالية
Icon