هذا الموضع، والله أعلم.
وليس قول من قال: من هول السؤال طاشت عقولهم، فلم يدروا
ما أجيبوا - قول نبي، ولا صحابي، ولا تابعي، يضيق خلافه (١).
والله أعلم بذلك، كيف هو.
* * *
قوله: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ)
إلى قوله: (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٢١)
دليل على أن اعتبار المأمور به العباد ليس ما يذهب إليه القائسون

(١) بل هو مروي عن بعض الصحابة والتابعين، فأخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص (١٠٥) عن مجاهد، ومن طريق سفيان هذا أخرجه عبد الرزاق في تفسير القرآن (١/ ١ ٠ ٢) عن مجاهد -أيضاً - وأخرجه الطبري في تفسيره (٧/ ٨١ - ٨٢) عن الحسن البصري ومجاهد والسدي. وأورده أبو جعفر النحاس في معاني القرآن (٢/ ٣٨١) عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر (٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥) عن ابن عباس.
وهو الذي أجاب به الإمام أحمد في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة ص) ٩٤).
واختار الطبري التفسير الآخر المروي عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة أنه قال: لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا. انظر تفسيره (٨٢/٧). قال ابن كثير: ولا شك أنه قول حسن، وهو من باب التأدب مع الرب جل جلاله. انظر تفسيره (٢/ ١١٥).


الصفحة التالية
Icon