وهَدْر القول الذي يؤثم قائله ومستمعه، والنظر إلى المدير، وتمني
المعصية معه، فعرضوا في الإدارة عليهم في الجنة - لما تجنبوا في الدنيا
مثله - بغلمان يديرونها، ويطوفون بها عليهم، من غير إثم يلحقهم
بالنظر إليهم، لما نزع من صدورهم من الغل في تمني الباطل.
واستغنائهم بالحور العين، وافتضاض الأبكار.
* * *
قوله: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (١٧) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (١٨).
دليل على أن لذع الألسنة في الخمر مدح لها، ولذة لشاربها، ولذلك مدحها بمزاج الزنجبيل على ما في سجايا البشر، غير أنه حرمها بجميع صفاتها في الدنيا، فعوض - سبحانه - من تركها في الدنيا بما هو فيها لذة من اللذع، وأزال عنها السكر الذي هو فيها عيب.
يقال: إنها تمزج لأصحاب اليمين، ويشربها المقربون صرفًا.
ويقال: السلسبيل، هو الحديد الجرية. ولها مزاج آخر