عُلم أنها هداية دعاء وبيان، إذ محال أن تكون هداية
إجبار وإرادة، إذ لو كانت كذلك ما استطاعوا أن يغلبوا إرادته.
ويقهروا إجباره بالعتو عن أمره، وعقر ناقته، ولما قال: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
عُلم أنه هداية إجبار وإرادة اضطرار المهدي إلى ما أريد منه، إذ محال أن يقول: إنك لا تبين لمن أحببت، أو لا تدعو من أحببت، وهو يعلم - جل وتعالى
- أنه قد بين لأبي طالب ودعاه، ولكنه لا يقدر على حمله عليها.
واضطراره إليها، وأن الذي يفعل هذا هو الله - جل وتعالى - فقال:
إنك لا تقدر على أن تنجي أبا طالب بهداية إجبار، ولكني أفعل أنا هذا
بمن أشاء. ولا يشك أحد أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أراد من
عمه أن يكون كذلك فلم يقدر عليه، فلو ميز القوم، وأضربوا عن


الصفحة التالية
Icon