وبين من يأخذ ما مثلناه من شبه خلقه، وكلاهما مُقحِم على ما ليس
له، وعاد طوره فيما لم يجعل إليه، ولا خوطب بتعريفه. فلما كان
ممكنًا - عند المؤمنين الموحدين - أن يكون الله أزليًّا بلا أول، ودائمًا
بلاِ آخر منقطع، ويكون أوّل كل شيء وآخره، كما قال: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣).
وإن نَبَتْ عقول المرتابين عنه، ولم يجدوا شبهه في الخلق، كان - أيضاً - ممكنًا عندها أن يكون الله - جل جلاله - يجمع على نفس واحدة قضاء بشيء، وعقوبة عليه، ويكون عدلاً، وإن نبت عقول المرتابين عنه، ولم
يجدوا شبهه في عدل الخلق.
فليت شعري! لِمَ يسمونا المشبهة؟! لأن قلنا: إن للَّه سمعًا،