أنه ما دخلها أحد منهم، وقيل إن يوشع بن نون وكالب بن يوقنا دخلاها.
وجاء عن الربيع أن مقدار التيه كان مقدار ستة فراسخ، وقال مجاهد: كانوا يصبحون حيث أمسوا، ويمسون حيث أصبحوا، وروي عن ابن عباس أن موسى - عليه السلام - مات في التيه بخلاف عنه. وكان الحسن يقول لم يمت فيه. وكذا في دخول مدينة الجبارين خلاف عنه وعن ابن عباس أيضاً.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ﴾ [المائدة: ٦١].
يسأل عن معنى: ﴿وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ﴾ ؟
وفيه جوابان:
أحدهما: أنهم دخلوا به على النبي - ﷺ - وخرجوا به إلى أحوالٍ أخر، كقولك: هو يتقلب في الكفر ويتصرف فيه.
والثاني: [أنهم دخلوا به في أحوالهم، وخرجوا به إلى أحوال أخر].
و (قد) تدخل في الكلام على وجهين:
إذا كانت في الماضي قرينة من الحال، وإذا كانت مع المستقبل دلت على التقليل.
وموضع (الباء) من قوله: ﴿وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ﴾ نصب على الحال؛ لأن المعنى: دخلوا كافرين وخرجوا كافرين؛ لأنه لا يريد أنهم دخلوا يحملون شيئأ، وهو كقولك: خرج بثيابه، خرج لابساً ثيابه، ومثله قول الشاعر:


الصفحة التالية
Icon