نلقيك بنجوةٍ من الأرض. والنجوة ما أرتفع من الأرض، قال الشاعر:
فمن بنجوته كمن بعقوبه والمستكن كمن يمشي بقرواح
وقوله: ﴿بِبَدَنِكَ﴾ أي: بدرعك، والدرع يسمى بدناً.
قال غيره: المعنى ببدنك دون روحك.
* * *
قوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ﴾ [يونس: ٩٨].
القرية مأخوذ من قريت الماء إذا جمعته، والخزي: الهوان والوضع من القدر وأصله العيب.
ويسأل عن ﴿فَلَوْلَا﴾ ؟ وفيها جوابان:
أحدهما: أنها بمعنى (هلا) يكون تحضيضاً، نحو قول الشاعر:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطري لولا الكمي المقنعا
ويكون تأنيباً، نحو قولك: لولا امتنعت من الفساد، كما تقول: هلاَّ، والمعنى على هذا: هلا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس، والأصل: فلولا كان أهل قرية، فخذف.


الصفحة التالية
Icon