مضافة لفظاً أو معنى؛ لأنها تدل على بعض الشيء، وبعض الشيء مضاف إلى جميعه.
واشتقاقها من (أويت)، ففعلوا بها ما فعلوا بـ: (طيَّ) و (لي)، وأصلها (طوي) و (لوي)، وكذا الأصل في (أي) (أوي)، والاشتقاق في الأسماء المبهمة عزيز لا يكاد يوجد منه إلا حروف يسيرة لإيغالها في شبه الحرف، والحرف غير مشتق نحو: من وإلى وهل وما أشبه ذلك و ﴿النَّاسُ﴾ نعت لـ (أي) لا يستغنى عنه؛ لأنه المنادى في المعنى، وإنما جاءوا بـ: (أي) ليتوصلوا بها إلى نداء ما فيه الألف واللام، وكان أبو الحسن الأخفش يقول في (الناس) وما يجري مجراه: هو صلة لـ (أي).
وأجمع النحويون على الرفع في ﴿النَّاسُ﴾ إلا المازني، فإنه أجاز النصب وشبهه بقولك: يا زيد الظريف، حمله على (أي)، وهذا غير مرض منه؛ لأن (الظريف) نعت يستغنى عنه، وليس كذلك (الناس).
و (الألف واللام) في (الناس) للعهد، وقيل للجنس، وتأول على قول سيبويه: أنهما بدل من الهمزة؛ لأن الأصل (أناس) فحذفت الهمزة، وجعلت (الألف واللام) عوضاً منها، وقال الفراء: الأصل (الأناس) فألقيت حركة الهمزة على (اللام) وحذفت، فصار (الناس) فاجتمع المتقاربان فأسكن الأول وأدغم في الثاني، وقال الكسائي: يقال يا ناس وأناس، فالألف واللام دخلتا على (ناس). فمن قال: (أناس) أخذه من الأنس أو الإنس، وهو (فعال)، ومن قال: (ناس) أخذه من ناس ينوس غذا ذهب وجاء، ومنه قيل: ذو نواس لذؤابة كانت عليه، ويجوز أن يكون من ناس في المكان إذا قام فيه، وإن كان (الناووس) عربياً كان مشتقاً من هذا، وقال ابن الأنباري هو من (نسيت)