معرفة؛ والتنوين يدخل في الأصوات للفرق بين المعرفة والنكرة، نحو: إيِه وإيٍه، وغاقِ وغاقٍ في حكاية صوت الغراب، وكذلك: ماءِ ماءٍ في حكاية صوت الشاء.
ومن العرب من يقول: هيهاهِ هيهاهِ بالهاء. وموضع ﴿لِمَا تُوعَدُونَ﴾ رفع؛ أن المعنى: بعد ما توعدون.
* * *
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى﴾ [المؤمنون: ٤٤]
معنى تترى: يتبع بعضهم بعضاً، كذا قال ابن عباس ومجاهد وابن زيد.
وأصلها من (المواترة)، وكان قبل العلب (وترى) فأبدل من الواو تاء؛ لأن التاء أجلد من الواو وأقوى، كما فعلوا في: تخمة وتمة لأنهما من الوخامة والوهم، وكذلك تجاه وتراث وتولج وما أشبه ذلك.
والعرب تختلف في (تترى) :
فمنهم من ينونها فيقول ﴿تَتْراً﴾ وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير، والألف على هذا الإلحاق بمنزله (علقى) الملحق بجعفر، و (أرطا) في أحد القولين. والأصل (تَتْرَيٌ) فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ومن كانت هذه لغته لم يمل.
ومنهم من يقول: (تترى) بغير تنوين، يجعل الألف للتأنيث، وبذلك قرأ الباقون، ومنهم من يميل؛ لأنها ألف تأنيث بمنزلة الألف التي في غضبى وسكرى، ومنهم لا يميل على الأصل.