قال ابن الجزري: ( وذلك فيما أحسب اختيار منهم، وأما لفظ التكبير فلم يختلف أحد أنه ( اللَّه أكبر ) قبل البسملة وهو الذي لم يذكر العراقيون من طريق أبي ربيعة عن البزي سواه، وكذا من روى التكبير عن قنبل من المغاربة والمصريين وزاد جماعة قبله ( التهليل ) وهو طريق ابن الحباب وغيره عن البزي، ورواه جمهور العراقيين عن قنبل من طريق ابن مجاهد وغيره ).
قال ابن الجزري: ( ولم يروه أحد فيما نقله عن السوسي - رحمه اللَّه - وهو زيادة حسنة تثبت روايتها وصح سندها، قال ابن الحباب: سألت البزي عن التكبير كيف هو ؟ فقال: ( لا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر )، وزاد بعض آخر عن ابن الحباب بعد ذلك ( وللّه الحمد ).
قال: ويشهد لها ما رويناه عن عليّ كرم اللَّه وجهه ورضي اللَّه عنه أنه قال: ( إذا بلغت قصار المفصل فاحمد اللَّه وكبر ).
ثم اختلف رواة التكبير من أي موضع يبتدئ وإلى أي موضع ينتهي، وذلك الخلاف مبني على أن التكبير لأول السورة أو لآخرها. فنص صاحب التيسير على أنه من آخر الضحى، وكذلك شيخه أبو الحسن بن ( ٤/ب ) غلبون ووالده أبو الطيب وجماعات، وينتهي إلى آخر
( الناس )، ورضيه صاحب المستنير، فالمستنير على أنه من أول ( ألم نشرح ) وكذا أبو العز، وصاحب التجريد، والجامع وغيرهم ممن لم يروه من أول الضحى، وروى الآخرون أن التكبير من أول الضحى وهو الذي في الروضة لأبي علي وبه قرأ ابن الفحام علي الفارسي، وعلى هذين القولين ينتهى لأول ( الناس )، ولم يروه أحد من آخر الليل ومن ذكره كذلك كالشاطبي وغيره فإنما يريد به من أول الضحى واللَّه أعلم.