الرعد: ٥]، وما كان مثله في كل القرآن. غير أنهم اختلفوا في الهمز، فهمز عاصم همزتين، وكذلك حمزة، ولم يهمز ابن كثير وأبو عمرو إلا واحدة. وممن اكتفى بالاستفهام الأول من الثاني نافع والكسائي، فكانا يقرآن: ژ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ژ، و ژ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ژ[ا لصافات ١٦، والواقعة ٤٧]، وما كان مثله في القرآن كله. إلا أن الكسائي همز همزتين، ونافع لم يهمز إلا واحدة. وخالف الكسائي نافعاً في قصة لوط فكان نافع يمضي على ما أصَّل، وكان الكسائي يقرأ بالاستفهامين جميعاً في قصة لوط في القرآن كله. واختلفا في قوله تعالى في العنكبوت: ژہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ژ[العنكبوت: ٢٨، ٢٩]، فكان الكسائي يستفهم بهما جميعاً، وكان نافع يستفهم بالثاني ولا يستفهم بالأول.
وروى حفص عن عاصم: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ في (الأعراف) مثل نافع، وكذلك قرأ مثل نافع في العنكبوت: ژ ھ ھ ے ژ ژ ؟ ؟ ؟ ژ (١).
وسنكتفي في هذه الدراسة بما وقع في سورة الأعراف (٨٠، ٨١)، في قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ *؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ژ. فقد رأينا أن حفصاً ونافعاً قرآها: ( إنكم ) بهمزة واحدة، وقد اختلف المفسرون في دلالة هذه القراءة بين كونها خبراً ؛ لأنها جاءت بصيغة الخبر، سواء كان خبراً محضاً أو خبراً مستعملاً في التوبيخ، وبين كونها استفهاماً، وذلك بتقدير همزة استفهام حُذفت للتخفيف ولدلالة ما قبلها عليها. ويدل على صحة هذا التقدير ما جاء في القراءة الثانية - التي قرأ بها بعض القرّاء - ( أئنكم ) بهمزتين على صيغة الاستفهام(٢).

(١) كتاب السبعة في القراءات ص ٢٨٥-٢٨٦.
(٢) انظر: التحرير والتنوير ٥/٢٣١.


الصفحة التالية
Icon