ومن أمثلة (ما)(١) أيضاً التي قد تكون استفهامية، ولكن المقصود بها التعجب وتفخيم الشيء وتعظيمه، كما في كثير من الآيات، ما جاء في قوله: ژ؟ * ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ؟ ژ[ القارعة: ١-٣]، وقوله: ژے * ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ؟ ژ[ الحاقة: ١-٣]، إذ ذكر المفسرون أن المعنى على التفخيم والتعجب، فقال القرطبي: «قوله تعالى: ژ ؟ ؟ژ، استفهام، أي: أيُّ شيء هي القارعة. وكذا: ژ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، كلمة استفهام على جهة التعظيم والتفخيم لشأنها، كما قال: ژ ے * ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ؟ ژ» (٢)، وقال الطبري في الحاقة: « وقوله: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وأي شيء أدراك وعرفك أي شيء الحاقة»(٣)، وشرح المقصود بـ ( أي شيء) في القارعة فقال: «وقوله: ژ ؟ ؟ژ، يقول تعالى ذكره معظماً شأن القيامة والساعة التي يقرع العبادَ هَوْلُها: أي شيء القارعة، يعني بذلك أي شيء الساعة التي يقرع الخلق هولها، أي: ما أعظمها وأفظعها وأهولها، وقوله: ژ؟ ؟ ؟ ؟ ژ، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد أي شيء القارعة» (٤). فـ (ما ) هنا لم تدل على الاستفهام الحقيقي، ولعل العربي عندما يقرأ مثل هذه الآيات بطريقة غير طريقة الاستفهام الحقيقي، وهي طريقة في الأداء تشير إلى قوة المعنى بالتعجب من أمر الحاقة والقارعة وتفخيم أمرهما وتهويله، لن يكون بحاجة إلى وجود علامة التعجب أو غيرها في المصحف؛ لأن الأداء قد أغنى عنها. بينما لو رجعنا إلى الترجمات لوجدنا في ترجمة المعنى في ژ؟ژ عند الصادق مازيغ:

(١) تتعدد معاني (ما) فتكون صالحة للموصولية والنفي والتعجب والمصدرية والاستفهام، وغير ذلك من المعاني، وهذا ما يعرف بـ (تعدد المعنى الوظيفي للمبنى الواحد) انظر: أقسام الكلام العربي من حيث الشكل والوظيفة ص١٧-١٨.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٢٠/١٦٤.
(٣) جامع البيان ٢٩/٤٨.
(٤) جامع البيان ٣٠/٢٨١.


الصفحة التالية
Icon