- قوله: «باب الوقف عظيم القدر، جليل الخطر، لأنه لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن ولا استنباط الأدلة الشرعية منه إلا بمعرفة الفواصل» (١). ولذلك نجد ابن الجزري يذكر اشتراط كثير من أئمة الخلف على المجيز ألا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء(٢).
وأول هذه الآيات قوله تعالى: ژ گ گ گ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ں ں ؟ ؟ ژ[ الممتحنة: ٣ ]، فقد اختلف علماء التفسير ومعربو القرآن في متعلق الظرف ژ ؟ ؟ ژ، فذهب بعضهم إلى أنه متعلق بـ ژگژ ؛ وعلى هذا يكون الوقف على ژ؟ژ، وذهب آخرون إلى أنه متعلق بـ ژ؟ژ؛ فيكون الوقف على ژ؟ژ لا على ژ ؟ژ، وذهب غير هؤلاء وأولئك إلى أن الظرف يجوز أن يتعلق بهما معاً؛ لأنه من الوضوح بمكان أن عدم النفع مع الفصل يكونان يوم القيامة، وإليك أقوال بعضهم في ذلك:
قال أبو حيان: «و ژ ؟ژ معمول لـ ژگ ژ أو لـ ژ؟ژ»(٣)، وهو ما ذكره العكبري أيضاً(٤).
وقال ابن عطية: «ثم أخبر تعالى أن هذه الأرحام التي رغبتم في وصلها ليست بنافعة يوم القيامة، فالعامل في ژ؟ژ قوله ژگژ، وقال بعض النحاة في كتاب الزهراوي: العامل فيه ژ ؟ژ، وهو مما بعده لا مما قبله» (٥)، وهو ما ذكره الرازي أيضا(٦)، وكذلك أشار القيسي إلى جواز التعليقين، وربط ذلك بالوقف، فقال: «ژ؟ژ ظرف العامل فيه ژگژ وتقف على ژ؟ژ، وقيل: ژ ؟ژ هو العامل في الظرف وتقف على ژ؟ژ ولا تقف على ژ؟ژ » (٧).

(١) الإتقان في علوم القرآن١/٢٨٤-٢٨٥.
(٢) انظر: النشر في القراءات العشر ١/٢٢٥.
(٣) البحر المحيط ٨/٢٥٣-٢٥٤.
(٤) انظر: التبيان في إعراب القرآن ٢/٤٤٩.
(٥) المحرر الوجيز ٥/٢٩٤-٢٩٥.
(٦) انظر: التفسير الكبير ٢٩/٢٨٥.
(٧) مشكل إعراب القرآن ٢/٧٢٨.


الصفحة التالية
Icon