إذ يُفهم من قوله ( تحبها ) معنيان: أحدهما الاستفهام، وذلك عند أدائه بطريقة الاستفهام، وثانيهما التقرير، وذلك عند أدائه بطريقة التقرير المختلفة تماماً عن طريقة الاستفهام(١).
كما أن عبارة ( السلام عليكم ) تنطق بطريقة معيَّنة فتدل على التحية، وبطريقة ثانية فتدل على التهكم، وبطريقة ثالثة فتفصح عن شعور بالغضب أو الرضا؛ فتكون طريقة الأداء بذلك جزءاً من النظام النحوي للغة(٢). وقديماً ذكر ابن جني(٣) نصاً دقيقاً، يمثل الوعي العربي القديم بخطر الأداء المصاحب للكلام في إبراز المعنى، يقول ابن جني: «وقد حذفت الصفة ودلت الحال عليها، وذلك فيما حكاه صاحب «الكتاب» من قولهم: سِير عليه ليلٌ، وهم يريدون: ليل طويل(٤).
(١) انظر: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ١/٢٠.
(٢) انظر: علم اللغة بين القديم والحديث ص ١٢١.
(٣) هو أبو الفتح عثمان بن جني ( ولد قبل ٣٣٠ هـ - ت ٣٩٢ هـ )، من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، وصنّف في ذلك كتباً منها: سرّ صناعة الإعراب، والخصائص، والمحتسب في تبيين شواذ القراءات والإيضاح عنها. انظر: معجم الأدباء ٤/١٥٨٥.
(٤) انظر: الكتاب ١/٢٢٦.
(٢) انظر: علم اللغة بين القديم والحديث ص ١٢١.
(٣) هو أبو الفتح عثمان بن جني ( ولد قبل ٣٣٠ هـ - ت ٣٩٢ هـ )، من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، وصنّف في ذلك كتباً منها: سرّ صناعة الإعراب، والخصائص، والمحتسب في تبيين شواذ القراءات والإيضاح عنها. انظر: معجم الأدباء ٤/١٥٨٥.
(٤) انظر: الكتاب ١/٢٢٦.