وذهب الأستاذ الطاهر بن عاشور - من المحدَثين - إلى ترجيح المعنى الثاني، ونلمس في كلامه رداً على القرطبي الذي أشار إلى مسألة الوحي في هذا المقام، يقول الأستاذ الطاهر بن عاشور: «والظاهر أن منتهى الجملة هو قوله ژ ؟ژ؛ لأن مثل هذا القول مما يجري مجرى المثل فيُبنى على الاختصار فيكتفى بـ ژ ے ؟ ژ مثل قولهم: لا بأس، وقوله تعالى: ژ ؟ ؟ ژ. وزيادة ژ؟ژ للتأكيد مثل زيادة «لكَ» بعد ( سقياً ورعياً )، فلا يكون ژ؟؟ژ من تمام الجملة، ولكنه متعلق بفعل ژ ؟ ؟ ؟ژ. وأعقب ذلك بأنْ أعلمهم بأن الله يغفر لهم في تلك الساعة ؛ لأنها ساعة توبة، فالذنب مغفور لإخبار الله في شرائعه السالفة دون احتياج إلى وحي، سوى أن الوحي لمعرفة إخلاص توبتهم»(١). ويعضده ما ذكره أبو حيان من أن بعض القرّاء وقف على ژ؟ژ، وابتدأ ژ؟؟ ؟ ؟ ؟ژ (٢).
وعلى ذكر الوقف نجد ابن عطية يرجِّحُ في هذا الجانب ما وقف عليه أكثر القرّاء - تأييداً منه لتأويل الطبري ومن نحا نحوه من المفسرين - بقوله: «ووقف بعض القرأة ژ ؟ ژ وابتدأ ژ ؟؟ ؟ ؟ ؟ژ ووقف أكثرهم ژ؟؟ژ وابتدأ ژ؟ ؟ ؟ژ على جهة الدعاء - وهو تأويل ابن إسحاق والطبري، وهو الصحيح - و ژ ؟؟ژ ظرف، فعلى هذا فالعامل فيه ما يتعلق به ژ؟ژ تقديره: لا تثريب ثابت أو مستقر عليكم اليوم. وهذا الوقف أرجح في المعنى، لأن الآخر فيه حكم على مغفرة الله، اللهم إلا أن يكون ذلك بوحي»(٣). وقد رأينا قبل قليل رد الأستاذ ابن عاشور على مثل هذا الكلام الأخير.

(١) التحرير والتنوير ١٣/٥٠.
(٢) انظر: البحر المحيط ٥/٣٤٣.
(٣) المحرر الوجيز ٣/٢٧٨.


الصفحة التالية
Icon