وأما بقية الخلوات في السودان فتدرس بفتح الأنواع الأربعة التي ذكرناها آنفاً وتلتزم بذلك ضبطاً وأداءً فبالفتح قرءوا وأقرءوا وخطوا ببنانهم مصاحفهم المخطوطة حتى قال الشيخ الغبشاوي في منظومته القيمة ( سلم المريد في علم التجويد ) بعد أن ذكر الأنواع الأربعة.
وفي الأداء لأولي التجليل... *****... فتح لكل ما يمال بالتقليل
وأشتهر الفتح له في الحاضرة... *****... وفي البوادي كالنجوم الزاهرة
وصارت الإمالة المقللة... *****... خفية تحت الثرى في المنزلة (١)
وأدلة شيوخنا الكرام في فتحهم للأنواع الأربعة المذكورة ما ذكره الإمام ابن الجزري (٢) أحد شيوخ علم القراءات بعد أن ذكر دليل من أمال ما كان على وزن ( فعلى ) مثلثة الفاء ورؤوس الآيات في الإحدى عشرة سورة وألفات الكلمات الأربعة قال : ـ
( وروى جمهور العراقيين وبعض المصريين فتح جميع هذا الفصل عن أبي عمرو من روايتيه المذكورتين ولم يميلوا عنه شيئاً مما ذكرنا...... وكل من الفتح وبين اللفظين صحيح ثابت عن أبي عمرو من الروايتين المذكورتين قرأت به وبه آخذ ) (٣).
وقال في فتح الحاء في ( حم ) أوائل السور السبع قال في أدلة من يقرأ بالفتح.
( وفتحها عنه صاحب المبهج والمستنير والإرشادين والجامع وابن مهران وسائر العراقيين وبه قرأ الداني على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن من الروايتين والوجهان صحيحان والله اعلم ) (٤).

(١) انظر الغبشاوي : منظومة سلم المريد في علم التجويد صفحة ٣٨-٣٩.
(٢) أبن الجزري : غاية النهاية ٢/٢٤٧-٢٥١.
(٣) ابن الجزري : النشر في القراءات العشر ٢/٥٤.
(٤) المصدر نفسه، ٢/٧٠- ٧١.


الصفحة التالية
Icon