وقد أفلح شيوخنا الكرام في اختيار الفتح بالرغم من معرفتهم وإتقانهم للإمالة الصغرى وقد لمست ذلك من شيوخي الذين درست عليهم القرآن الشيخ / علي صالح حمد حسن الدسيس (١) والشيخ الخليفة البدوي محمد الأمين أبو صالح (٢) فباختيارهم للفتح حفظوا هذا الوجه المتواتر عن رسول الله - ﷺ - ولأن بعض من طلاب الخلاوي لا يلتحقون بالمعاهد والجامعات حتى يتسن لهم دراسة اللغة والتمكن منها فيعرفوا أن ما يمال إمالة صغرى من الأسماء وليس من الأفعال.
وبعضهم يكمل الحفظ فينصرف إلى الحياة العامة فيقود ما حوله من الناس ويعلمهم القرآن فيناسبهم حسب مستوياتهم التعليمية المختلفة وجه الفتح لسهولته وقد نقل الإمام بن الجذري أن ( من صعب عليه اللفظ بذلك – يعني بالإمالة الصغرى – عدل إلى التفخيم وهو الأصل ) (٣).
وقد علمنا أن رواية الدوري هي الرواية الأولى في السودان من حيث عدد الحفاظ الخلاوي التي تُقرِأُ بها.

(١) شيخ الخلوة المتجولة بالبطانة وشرق النيل ونهر النيل وشرق الجزيرة التي أسسها أخوه حاج الأمين صالح حمد حسن الدسيس قال عنها الخليفة حسب الرسول ود بدر ( من أفضل الخلاوي في السودان لأن صاحبها حملها على جماله وأنفق عليها من ماله ) وذكرها الأستاذ الطيب محمد الطيب في كتابه المسيد صفحة ( ٣٠٨ )، وللشيخ علي عدة مصاحف بخط يده وكان يحتفي بكتابتها احتفاءً يليق بالقرآن، رحمه الله رحمةً واسعة.
(٢) شيخ خلوة ود أبو صالح بشرق النيل، حفظ القرآن ودرس العلم على شيوخ السودان الكبار وجلس يدرس القرآن منذ أن كان فتىً غض الإهاب وإلى الآن. وقد جاوز السبعين يألف ويؤلف من اللحظة الأولى، حبرٌ في علوم الشريعة أسأل الله أن يطيل عمره في مرضاته.
(٣) ابن الجزري، النشر في القراءات العشر ٢/٥٤.


الصفحة التالية
Icon