بعد أن بينا أهمية التفسير بالمأثور، ونقلنا طرفا مما قاله العلماء في ذلك، نبين في هذا المطلب حكم هذا النوع من التفسير، وهل يجب الأخذ به والوقوف عنده أم لا؟
وذلك ببيان آراء العلماء والنظر في أحكامهم، فمن ذلك:
ما قاله الإمام البغوي رحمه الله تعالى وهو يفسر قوله تعالى ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون﴾ النحل /٤٤: أراد بالذكر الوحي، وكان النبي ﷺ مبينا للوحي، وبيان الكتاب يطلب من السنة (١).
ويقول الإمام الثعالبي رحمه الله تعالى: وليس لأحد مع الحديث إذا صح نظر (٢).
وقد تقدم كلام ابن تيمية (٣) في هذا الخصوص ـ وهو يبين أصح طرق التفسير ـ، وقد نقل كلامه ورضيه ابن كثير والسيوطي وغيرهما رحمهم الله تعالى جميعا.
وأما المعاصرون، فيقول الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي: يجب الأخذ بالتفسير بالمأثور إذا صحّ، ولا يجوز العدول عنه والله تعالى أعلم (٤).
وينقل اهتمام السلف بالتفسير بالمأثور ووقوفهم عنده، واجتماعهم على ذلك فيقول:
لا خلاف بين السلف في قبول هذا النوع من التفسير والإشادة به، والاكتفاء بوروده عما سواه (٥).
(٢) انظر الجواهر الحسان ٣/٢٤٨.
(٣) انظر ص ٦ هامش ١٠ في هذا البحث.
(٤) انظر بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور الرومي ص ٧٨.
(٥) انظر منهج المدرسة العقلية في التفسير ص ٣٣٤.