إن الخروج على هذا المنهج، وعدم التقيد بضوابط التفسير، جرّ إلى انحرافات تفسيرية خطيرة، ولا يخفى على المتتبع ما تطالعنا به أفكار الحداثيين، ومن يسمون أنفسهم بالقرآنيين ونحوهم من جنوح عن جادة الصواب، بل ووقوع في بعض الأحيان في الكفر الصراح، والإتيان بأفهام سقيمة لا تستأهل أن توضع على مائدة النقاش العلمي (١) !!
وليس الهدف من هذا البحث عرض ذلك ومناقشته، وإنما أردنا أن نشير إلى أن الذي جرّ إلى ذلك إنما هو الخروج على ذلك المنهج السليم الذي سارت عليه الأمة عبر القرون.
المطلب الثاني: نماذج من المرفوع، مقارنا بمعطيات العصر.
المقصود من هذا المطلب إيراد بعض النماذج من التفسير المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إيراد ما كشف عنه العلم الحديث في الموضع نفسه، وبيان وجه التوافق بين التفسيرين، بما يعد إضافة تفسيرية لا تتعارض مع ما صح من التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ريب أن مثل هذا يعدّ لونا من ألوان التكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون عنوان هذا المؤتمر المبارك.