وبعد النظر في أهداف هذا المؤتمر المبارك (التكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون)، والتمعن في محاوره، استخرت الله تعالى ورأيت أن أكتب في المحور الثاني وتحت فقرة:
"التراث المنقول ومناهج النظر فيه": التفسير بالمأثور أنموذجا
محاولا إبراز التكامل المعرفي فيما ورد في تفسير بعض الآيات من الآثار، وما كشف عنه العلم الحديث، وبيان مدى الترابط بينهما بما يعدّ إضافة وبناء، والتحذير من التسرع في تجاوز المأثور وإلغائه، بحجة العصرنة، أوالحداثة، أودعوى ضرورة التجديد في الدين، من غير تفريق بين الجديد والتجديد!! لما لذلك من أهمية كبرى في الدراسات القرآنية، لاسيما في أيامنا هذه، التي كثرت فيها الانحرافات التفسيرية، ولتباين أنظار العلماء والباحثين في التفسير بالمأثور من حيث القبول والرفض.
وقد بنيت خطة البحث على:
مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة، على النحو الآتي:
المقدمة: وهي هذه.
التمهيد: أهمية التفسير المأثور، وفيه مطلبان:
الأول: المراد بالمأثور.
الثاني: بيان أهمية ما صحّ منه.
المبحث الأول: موقف العلماء والباحثين منه، وفيه ثلاثة مطالب:
الأول: موقف الرفض، ومستنده.
الثاني: موقف القبول، وأدلته.
الثالث: المناقشة والترجيح.
المبحث الثاني: علاقته بالتفسير المعاصر، وفيه ثلاثة مطالب:
الأول: كونه ركيزة الانطلاق في التفسير.
الثاني: نماذج من المرفوع، مقارنا بمعطيات العصر.
الثالث: نماذج من سوى المرفوع، مقارنا بمعطيات العصر.
(وفيه بيان التكامل المعرفي في الجمع بين التفسيرين القديم والحديث بما يعدّ إضافة للآّحق إلى السابق من غير نفور أو تعارض، مع بيان الفرق بين الجديد المختلق والتجديد لما سبق).
الخاتمة: وفيها أهم ما توصل إليه البحث من نتائج.
ثم ذكر بعض التوصيات. والله تعالى هو الموفق والمستعان.
أهمية التفسير المأثور
المطلب الأول: المراد بالمأثور.