واصطلاحا: ما جاء في القرآن الكريم نفسه، أو ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه رضي الله تعالى عنهم، بيانا لمراد الله تعالى من كتابه (١).
المطلب الثاني
بيان أهمية ما صحّ منه
بعد الوقوف على تعريف التفسير المأثور وبيان المراد به، تتجلى لنا مدى أهميته، وضرورة العناية به، والوقوف عنده، والحذر من تجاوزه، وندرك أنه من أفضل أنواع التفسير، ولذا فقد كانت العناية به مبكرة، فكان أول علوم القرآن تدوينا، وكان رجال الحديث والرواية هم أصحاب الشأن الأول في هذا (٢).
وإنا لنجد في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من دواوين السنة المطهرة، أبوابا خاصة بالتفسير، جمع فيها أصحاب تلك الكتب ما صح عندهم من التفسير المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما يدل على أهمية هذا النوع من التفسير، أنه سنام معرفة معاني القرآن وإدراك مراميه، وأنه لابد منه لمن أراد أن يستجيب لله تعالى فيتدبر كلامه، وكذا لمن أراد أن يفسر بالرأي يتحتم عليه أن يطلع على أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والمكي والمدني ونحوها من العلوم اللازمة، وهذه كلها لا تؤخذ إلا بالنقل الصحيح عن التفسير بالمأثور بل هي نابعة منه (٣).
إن قيمة هذا التفسير وأهميته إنما ترجع إلى قيمة مصادره الأصلية وأهميتها، ولا يخفى على الباحثين في الدراسات القرآنية، أن تلك المصادر هي أحسن طرق التفسير بلا خلاف كما نص على ذلك علماء علوم القرآن.
(٢) انظر علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر ص٧٤.
(٣) انظر التفسير الصحيح ١/٥.