وأراني لست بحاجة إلى نقل أقوالهم هنا، لأن مدرسة هؤلاء قد قامت على رفض المأثور جملة وتفصيلا، بل إن الأمر قد تعدى إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث لم تسلم قدسية النص القرآني الكريم من غمزهم، وأما السنة فقد تناولتها أقلامهم بالنقد اللاذع، فطعنوا في دواوينها حتى في أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، وأكثرها قدسية لدى علماء المسلمين وعامتهم، ويكفي أن نحيل إلى ما سودوا به صحائف كتبهم، ولينظر من شاء إلى مواضع ذلك الهراء فيها، إذ معظمه أو كله لا يستأهل أن يوضع على مائدة النقاش العلمي، ولولا أنا مضطرون إلى الإشارة إليه، لما ذكرنا شيئا من ذلك (١).
المطلب الثاني: موقف القبول وأدلته.
(١) اقرأ في هذا إن شئت كتب أبي زيد وشحرور وأركون وغلام أحمد برويز وعبد الله الجكرالوي ومحمد إسعاف النشاشيبي وصدقي وعبد المجيد الشرفي وأضرابهم فسترى فيها ما لا تكاد تصدق أن تخطه يد باحث!! ومن ذلك ما تبجح به بعضهم فزعم أن اتباع النبي ﷺ يعدّ لونا من ألوان الشرك بالله!! ولتراجع رسالة "الحداثة والنص القرآني" التي أعدها محمد رشيد أحمد ريان في الجامعة الأردنية لنيل درجة الماجستير، ورسالة " المدرسة الحداثية والنص القرآني" التي أعدتها سلامة سلطان المهيري لنيل درجة الماجستير في جامعة الشارقة، فقد عرضت تلك الرسالتان وناقشت أبرز ما أفرزته أفكار الحداثيين تجاه النص القرآني الكريم.
أقول: وقد اشتركت في لجنة مناقشة رسالة المدرسة الحداثية، ومن قبلها رسالة "البرويزية وموقفهم من السنة المشرفة" فوقفت على عجائب، أدركت من خلالها مدى أهمية التفسير المأثور في الدراسات القرآنية، ومدى ضرورة التقيد بضوابط التفسير، وأن ذلك هو السبيل إلى العصمة من الوقوع في تلك المنزلقات، والمجيء بمثل ذلك الهراء والطامات!!
أقول: وقد اشتركت في لجنة مناقشة رسالة المدرسة الحداثية، ومن قبلها رسالة "البرويزية وموقفهم من السنة المشرفة" فوقفت على عجائب، أدركت من خلالها مدى أهمية التفسير المأثور في الدراسات القرآنية، ومدى ضرورة التقيد بضوابط التفسير، وأن ذلك هو السبيل إلى العصمة من الوقوع في تلك المنزلقات، والمجيء بمثل ذلك الهراء والطامات!!