وإن من أجل الأعمال وأفضلها هو قراءة القرآن الكريم، ويقول ( - سبحانه وتعالى - ): ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾، ويقول الرسول ( - ﷺ - ): "أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن". إذن فلا بد على كل مسلم ومسلمة تعلُّم كيف يُقرأ القرآن الكريم؛ لأن حبيبك محمد ( - ﷺ - ) يقول: "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل".
وهذه الرسالة -المتواضعة - تتضمن بعض أحكام تلاوة القرآن الكريم نقدمها إلى أحباءنا وزملاءنا الأعزاء علها أن تساهم في دفع المسيرة، وتوجيه الشباب نحو مزيد من الإقبال على كتاب الله وتعاهده، وأن تكون معيناً ومثبتاً لأولئك الذين سلكوا هذا الطريق.
ونسأل الله ( - عز وجل - ) أن يغفر لنا ما ورد في هذا العمل من سهو أو خطأ أو نسيان، وأن يجعله خالصا لوجه الكريم، انه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
راجي عفو ربه
دكتور/ بدر عبد الحميد هميسه
الفصل الأول :
- التعريف بعلم التجويد -
اعلم - أخي القارئ- أن علم التجويد من أسمى وأشرف العلوم؛ لأنه متعلق بكتاب الله ( - عز وجل - )، فالتجويد لغةً: التحسين، جوّدت الشيء: بمعنى حسنت الشيء. واصطلاحًا: هو إعطاء كل حرف حقه ومستحقه.
وحق الحرف: هو إخراج الحرف من مخرجه مع إعطائه صفاته الذاتية الملازمة له التي لا تفارق؛ كالهمس والجهر والشدة..... إلخ. أما مستحق الحرف: فهو الصفات العرضية التي تنشأ عن الصفات الذاتية، فمثلاً صفة الاستعلاء صفة ذاتية ينشأ عنها التفخيم. والمستحق أيضًا هو الأحكام التي تنشأ عن الحروف وصفاتها إذا تلاقت هذه الحروف بعضها مع بعض؛ كالإظهار، والإدغام، والإقلاب.