٢-الوقف الكافي: وهو الوقف على ما يستقيم به المعنى في ذاته، وتعلق فيما بعده معنى لا لفظا. وسُمّي كافيا للاستغناء به عما بعده، ويكون الوقف الكافي على رءوس الآيات وفي وسط الآيات، أو قريبا من أوائل الآيات. مثل الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ فهو وقف كافٍ ولكن ما بعده أكفى منه، وهو: ﴿ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ﴾ وما بعدهما أكفى منهما ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ ومن ذلك يتبين لك أخي القارئ أن الوقف الكافي درجات في كفايته. كافي، وأكفى، وأكفى منه. وحكمه يجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده.
٣-الوقف الحسن : وهو الوقف على ما يستقيم به الكلام، وتعلق فيما بعده معنى ولفظاً وسُمّي حسن لأنه يحسُن الوقوف عليه، مثال: الوقف على قوله تعالى في سورة البقرة ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْب ﴾ () فيحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، لأنه متعلق به لفظا ومعنى.
وحكم الوقف الحسن هو: يحسن الوقف عليه ولا يجوز الابتداء بما بعده، إلا إذا كان هذا الوقف على رأس آية فيجوز الوقف عليه ويجوز الابتداء بما بعده، وذلك لأن الوقوف على رءوس الآيات سُنّة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أما إذا كان التعلق شديد بين الآيتين بمعنى أنهم يكمل بعضهم بعضا، فقال العلماء في ذلك أنه يجوز للقارئ الوقف على الآية وذلك اقتداء بالسنة ثم العودة للآية ووصلها بما بعدها، وذلك إتماما للمعنى. مثال: قوله تعالى ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ ( فيجوز للقارئ الوقف على الآية الأولى اقتداء بالسنة، ثم يرجع ويصل الآيتين إيضاحا للمعنى.
٤-الوقف القبيح : وهو الوقف على ما لا يُفهم معناه دون غيره، مثل: الوقف على المضاف دون المضاف إليه أو الجار دون مجروره، أو على الموصوف دون صفته، أو على المعطوف دون المعطوف إليه، أو على المبتدأ دون خبره.