فالضاد تميزت بمخرجها، فهي من حافة اللسان من أقصاها، مع ما يقابلها من الأضراس، وكان سيبويه قد ذكر الضاد قبل الجيم حين رتب الحروف، لكنه جعل مخرج الضاد بعد مخرج حروف وسط اللسان (ج ش ي ) باتجاه طرف اللسان.[الكتاب ٤/٤٣٣]. ٢-صفات الضاد. وقد ذكر سيبويه منها : الجهر، والرخاوة، والإطباق، والاستعلاء، والاستطالة. ولكل صفة من هذه الصفات تفصيلات ليس هذا مكان بسطها. فالضاد التي وصفها سيبويه صوت رخو لا ينحبس النفس في مخرجه، مجهور يتذبذب الوتران عند النطق به، مطبق، مستعل، تميز بالاستطالة. ٣- كل حرف فيه زيادة صوت لا يدغم في ما هو أنقص صوتاً منه. وفي الضاد استطالة ليست لشيء من الحروف فلم يدغموها في شيء من الحروف المقاربة لها، إلا ما روي من إدغامها في الشين في قوله تعالى :(لبعض شأنهم) وسوغ ذلك ما في السين من تفش يشبه الاستطالة يقربها من الضاد. ومن ثم أدغمت اللام والتاء والدال والطاء والثاء والذال والظاء في الضاد، ولم تدغم هي فيها. ٤- الضاد بهذه الصفات التي ذكرها سيبويه صوت متفرد، ولهذا قال سيبويه :(لولا الإطباق... لخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس من موضعها شيء غيرها). وقد بقي ما كتبه سيبويه نبراساً للعلماء الذين جاءوا بعده، وفي القرن الرابع الهجري بدأ الأمر يأخذ منحى آخر، حيث بدأ الانحراف يظهر في النطق بالضاد وخاصة التباسها بصوت الظاء ؛ مما جعل العلماء يكتبون الكتب في التفريق بين الضاد والظاء، وذلك بجمع الألفاظ التي تكتب بالضاد والتي تكتب بالظاء. وقد أحصى الدكتور حاتم الضامن في مقدمة تحقيقه لكتاب الإمام محمد بن مالك رحمه الله (الاعتماد في نظائر الظاء والضاد) تسعة وثلاثين تصنيفاً في ذلك، ما بين كتاب ورسالة ومنظومة. انظر[ص ٦-١٢] من مقدمة تحقيق كتاب الاعتماد لابن مالك.