وكان ابن الجزري (٨٣٣هـ) قد حدد الأصوات التي يتحول إليها الضاد على ألسنة المعاصرين له فقال في النشر :(والضاد انفرد بالاستطالة، وليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله، فإن ألسنة الناس فيه مختلفة، وقل من يحسنه، فمنهم من يخرجه ظاءً. ومنهم من يمزجه بالذال. ومنهم من يجعله لاماً مفخمة. ومنهم من يشمه بالزاي. وكل ذلك لا يجوز). النشر ١/٢١٩ وقال ابن الجزري في التمهيد ١٤٠-١٤١ :(واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به: فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً... وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق. ومنهم من لا يوصلها إلى مخرجها، بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة، لا يقدرون على غير ذلك، وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب. ومنهم من يخرجها لا ماً مفخمة، وهم الزيالع ومن ضاهاهم). ويقول ابن غانم المقدسي في (بغية المرتاد لتصحيح الضاد) :(فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة، وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة، بحيث يتوهم بعضهم أنها هي، وليس كما توهمه). وجعل الفصل الثاني من رسالته (في ما يدل بالتصريح على أن التلفظ بالضاد شبيهة بالظاء هو الصحيح، وهو المنقول من كلام العلماء الفحول المتلقى كلامهم بالقبول). وختم ابن غانم المقدسي الرسالة بقوله :" إن من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص، مع صفاتها المميزة لها حتى عن الظاء، فهو في أعلى مراتب النطق بها ومن الفصاحة. ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء، لكن من مخرجها وبينها نوع فرق. ودونه من ينطق بها ظاء خالصة. ومن يشمها الدال. ومن يشمها الزاي. ومن يجعلها لاماً مفخمة. وكذا من ينطق بالضاد طائية، فهو في أسفل مراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره. أهـ.