(( والضادُ عالٍ مُستطيلُ مُطَبَقٌ * جَهِرٌ يَكِلٌّ لديه كلُّ لسانِ ))
(( حاشا لسانِ بالفصاحةِ قَيِّمٍ * ذَربٍ لأحكام الحروف مُعانِ ))
الشرح : أقول وبالله التوفيق والسداد يبين الناظم رحمه الله أن الضاد التي نزل بها القرآن يشترط فيها العلو والاستطالة والإطباق والجهر وقوله عالِ إشارة إلى صفة الاستعلاء لعلو مؤخرة اللسان عند التلفظ بها و الاستطالة ذكرها الناظم ليبين تمييز الضاد على غيرها بهذه الصفة والإطباق يقصد به انطباق اللسان وغار الحنك الأعلى على بعض عند التلفظ بها ويؤدي ذلك العمل لحصر الصوت بين اللسان والغار. ووضح أن الضاد الفصيحة مجهورة بحبس هواء النفس معها والحذر من تدفق هواء النفس عند التلفظ بها وإلا تحولت إلى مهموس الضاد والقرآن لم ينزل بمهموس الضاد بل بمجهورها. وقوله ( يَكِلٌّ لديه كلُّ لسان ) يَكِّلُ : فعل مضارع من الكلالة وهي التعب ومعني يكل أي لا يستطيع العامي الذي لم يتدرب عليها أن يخرجها كما كان ينطق بها فصحاء العرب فهي صعبة على العامي الذي لم يتمرس ويتدرب عليها وسهلة لمن تدرب عليها برياضة الفم.