والبعض الآخر يعتقد أن كون مخرج الضاد صعبة يجوز إخراجها حسب ما تيسر لأي شخص فإن كون الضاد صعبة في نطقها على من لم يتدرب عليها لا يعني إسقاط التكليف عن القراء في إخراجها من غير مخرجها بل هم مكلفون بإخراجها من مخرجها والمولى عز وجل لم يؤمر الإنسان إلا بما يسهل عليه قال تعالى )وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر: ١٧) والواجب على القارئ إخراجها من مخرجها لأننا متعبدون بتلاوة القرآن وإقامة حروفه كما نزل بها الوحي وليس حسب ما تيسر لكل عامي أو شيخ متساهل ويظن البعض أن المطالبة بإخراج هذا الحرف من مخرجه يحدث فتنة والحق أن الفتنة في قراءة القرآن بغير ما نزل به قال ﷺ ( اقرءوا كما علمتم ) قال كما علمتم ولم يقل كما تيسر لكل واحد منا أو حسب ما يرى كل من تصدر للإقراء والتعليم بل قراءة الضاد بغير ما نزل بها الوحي فيه فتنة ومخالفة للنبي ﷺ لقوله تعالى ) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور: من الآية٦٣) فالفتنة الكبيرة في عدم تحقيق مخرج هذا الحرف كما كان ينطق به النبي ﷺ وكما علم صحابته. ولمعرفة التلفظ بالضاد الفصيحة لابد للقارئ من معرفة ثلاثة أمور : الأول معرفة من أين تخرج في الفم وحدودها. والثاني : معرفة صفاتها التي تتميز بها عن غيرها والثالث : معرفة ما يتشابه معها من الناحية المخرجية والصوتية من أصوات الأحرف وقد بين مخرجها وصفاتها وما يشابهها من الأصوات حسن بن قاسم المرادي ( ت٧٤٩ هـ) شارح نونية السخاوي بقول ص ١٠٨/ ١٠٩ (....