فأما مخرج الضاد فقد تقدم أنه يخرج من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس وينبغي أن يعلم أنه ليس المراد بأول الحافة ما يحاذي أقصى اللسان فإن الضاد ليست محاذية لمخرج القاف والكاف بل هي منهما إلى الفم ولذلك عدها الخليل في الحروف الشجريات ولا يخرج من مخرج الضاد حرف غيرها وتخرج من الجانب الأيمن ومن الجانب الأيسر وإخراجها من الأيسر أيسر على أكثر الناس مع أن في إخراجها من الجانبين صعوبة. وأما صفات الضاد فاعلم أن فيها من صفات القوة أربع صفات ومن صفات الضعف صفة واحدة فالأربعة التي من صفات القوة هي الاستعلاء والاستطالة والإطباق والجهر وهي المشار إليها بقوله ( والضاد عال مستطيل مطبق جهر ) والصفة التي من صفات الضعف الرخاوة فإن الضاد حرف رخو..... وأما ما يشتبه بلفظ الضاد من الحروف فحرفان وهما الظاء واللام وذلك لأن الظاء يشارك الضاد في أوصافه المذكورة غير الاستطالة ولذلك اشتد شبهه به وعسر التمييز بينهما واحتاج القارئ في ذلك إلى الرياضة التامة ولكن مخرج الظاء متميز عن مخرج الضاد لا اتصال بين مخرجيهما ولولا اختلاف المخرجين وما في الضاد من الاستطالة لاتحدا في السمع واللام تشارك الضاد في المخرج لأن الضاد من أقصى الحافة واللام من أدنى الحافة والضاد حرف مستطيل استطال في مخرجه وامتد صوته حتى اتصل بمخرج اللام فلذلك شابه لفظه لفظ اللام المفخمة وربما أخرجه بعض الناس لاما مفخمة واللام تشارك الضاد في مخرجه لا في أوصافه إذ ليس فيها شئ من صفات الضاد المذكورة إلا أنها بين الرخاوة والشدة فتوافقه في شئ من الرخاوة فهي بعكس الظاء لأن الظاء تشارك الضاد في أوصافه لا في مخرجه...) اهالبيت الثالث والرابع والخامس :
(( مَيِّزْهُ بالإيضاح عن ظاءٍ ففي * (أضْلَلْنَ) أو في (غِيضَ) يشْتَبِهانِ ))
(( وكذاك (مُحْتضَرُ) (وناضِرَةُ إلى) * و (ولا يَحُضُّ) وخُذْهُ ذا إِذْعانِ ))