أمراض التلفظ بصوت الضاد أقصد بها الأخطاء التي تقع للقارئ حال تلاوته وكل خطئ داء والداء يوصف عند الأطباء بالمرض ولكل داء علاج وكل عيب من عيوب التلفظ علاج وسوف أذكر تتممة للبحث الأخطاء التي تقع للقارئ حال تلفظه بصوت الضاد اللسانية وعلاجها لتصحب الصحة والكمال لأصوات الحروف القرآنية وهي كالآتي :
١. إبدالها بصوت الظاء المشالة وهذا هو الكثير الغالب على الظواهر الصوتية في الخليج العربي وبعض بلاد المغرب العربي وأهل المغرب الأدنى كلهم عليه لأنهما تقاربا في المخرج وتشاركا في جميع الصفات إلا الاستطالة فلولا الاختلاف في المخرج وهذه الاستطالة لكانا حرفا واحدا وكون القارئ يلفظ الضاد التي نزل بها القرآن بصوت الظاء فلحن فاحش ظاهر يغير اللفظ والمعنى ويغير مراد الله لمعنى الآية وقرر ذلك ابن الجزري بقوله ( وإذا قلنا ( الضَّالِّينَ)(الفاتحة: من الآية٧) بالظاء كان معناه الدائمين وهذا خلاف مراد الله وهو مبطل للصلاة لأن الضلال بالضاد ضد الهدى ) اهـ وقال عبد الوهاب القرطبي في الموضح ص ١٨٢ / ١٨٣ عن الضاد ( وكذلك إذا لقيتها ظاء أو قاربتها في مثل قوله تعالى )الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: ٣) ) يَعَضُّ الظَّالِم)(الفرقان: من الآية٢٧) وما أشبه ذلك وجب إفراد كل منهما بتحقيق مخرجه لأنهما تشتركان في الأطباق وتنفرد الضاد بالتفشي والاستطالة ومتى لم يضبط المخرج ويحفظ التفشي انقلبت ظاء بانجذابها إلى إطباقها ) اهـ وقال الصفاقسي في تنبيه الغافلين ( أن من أبدل الضاد ظاء في الفاتحة سهوا فلا شك أن صلاته لا تبطل إذ غاية ما فيه أنت تكلم بكلمة من غير القراءة والذكر في الصلاة سهوا وذلك لا يبطلها، .... ورجح بعض العلماء في إمامة اللحَّان وهو من يبدل حرف بحرف أن صلاته مكروهة...... والمسألة خلافية وفيها تفاصيل في كتب الأصول الفقهية ) اهـ.