٢. قال عبد الوهاب القرطبي في الموضح ص ١٦٩ ( الصاد والضاد : إذا سكنت أمام الطاء في مثل قوله تعالى ) لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)(النمل: من الآية٧) )وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ)(فاطر: من الآية٣٧) ) فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ)(القمر: من الآية٢٧) ) فَمَنِ اضْطُرّ)(البقرة: من الآية١٧٣) ينبغي أن يجاد تخليصهما من الطاء لأن الإطباق يجذب الصاد والضاد إلى مخرج الطاء فربما انقلبتا إليها فطرأ الإدغام وذلك قبيح لما بينهما من التباعد فإن الصاد والضاد من الحروف الرخوة والطاء شديدة ولأن في الصاد صفيرا وفي الضاد تفشيا واستطالة وذلك يمنع الإدغام ويقتضي الإظهار ) اهـ.
٣. والبعض الآخر ينفخ أوداجه عند تلفظه بالضاد المشددة ودليله أنها من أحرف الانتفاخ التي لا بد للقارئ أن ينفخ خدوده عند التلفظ بها وينتج سبب هذا الفعل انحباس كمية كبيرة من هواء النفس داخل الفم وعندما ينطق القارئ بالضاد يتدفق معها هذا الهواء المحبوس داخل الفم فتخرج الضاد مهموسة سبب تدفق الهواء الناتج من انتفاخ الخدود والقرآن نزل بمجهور الضاد وليس بمهموسها ويترتب على هذا النفخ للخدود استدارة الشفتين قبل التلفظ بالضاد مما فيه إشارة للإشمام حسب ما رأيت من أداء بعض شيوخ العصر وحسبانهم أن النفخ الذي ذكره سبيويه هو انتفاخ الخدود والأمر غير ذلك بل يرجع لنص سيبويه ليعرف هل مراد النفخ ما نفسره نحن ونعرفه في اللغة المعاصرة أم النفخ المذكور للضاد شئ آخر ينتج سبب الإطباق والإطباق يؤدي إلى انحصار الصوت بين اللسان وغار الحنك الأعلى مما يشبه الشيء المنتفخ وشيوخنا في الحرم النبوي كان لهم أعلى الأسانيد لم نر أحدا منهم ينفخ خدوده عند التلفظ بصوت الضاد كما نسمع ونرى من بعض شيوخ العصر.