وإن عناية علماء التجويد بما تحدثه الحروف بعضها في بعض إذا تجاورت في الكلمة الواحدة أو عند اتصال الكلمات أو الكلام المتصل من تأثير يدل على الملاحظة الدقيقة لظواهر ضبطهم لخصائص صوت الحرف القرآني وكان لاهتمام علماء التجويد بوصف تلك الظواهر الصوتية أثر في ترسيخ النطق الصحيح واجتناب بوادر اللحن والوقوع في الخلل ونطق الحرف القرآني بعوج قال تعالى )قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر: ٢٨) وقد ساهم منهجهم في حفظ وصون العربية إلى وقتنا المعاصر من تغيير ملامحها الصوتية ولو ترك علماء التجويد المتقدمين الأمر من غير ضوابط لأدى ذلك إلى تراكم الانحرافات إلى تغيير النطق العربي وابتعاده عن صورته الأولى التي كانت سائدة في وقت نزول القرآن الكريم لكن جهود علماء القراءة في التلقي الشفوي وجهود علماء التجويد في دراسة الأصوات العربية وتوضيح خصائص النطق الفصيح قد تكاملت مع جهود علماء العربية التي أدت مجتمعة إلى المحافظة على اللغة العربية حية بعيدة عن التطور الصوتي الذي يؤدي إلى تغيير ملامحها الأساسية. ﴿مُؤَلَّفَاتُ تَحْقِيقُ مَخْرَجُ صَوْتُ الضَّادِ وَالظَّاءِ﴾