من المعروف للباحثين أن القرن الثاني الهجري شهد في بغداد عاصمة الخلافة العباسية بدايات ظهور المؤلفات التي تعالج مشكلة نطق صوت الضاد والخلط بينه وبين الظاء وقد تمثل ذلك في كتاب ( الضاد والظاء ) لأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي ( ت ٢١٦ هـ) أما التأليف في مشكلة الضاد ونطقها في القرآن الكريم والخلط بينها وبين الظاء فقد كانت بداياته فيما يرى الباحثون في القرنين الرابع والخامس في كنف دولة الفاطميين التي قامت في تونس ٢٧٩ هـ وكانت عاصمتها مدينة المهدية إلى أن فتحت مصر ٣٥٨ هـ وصارت القاهرة عاصمة الدولة الفاطمية التي امتد سلطانها من صحراء سوريا ونهر العاصي في أسيا إلى حدود المغرب الأقصى في أفريقيا ويمكن القول بان مسار التأليف قد أخذ اتجاهين رئيسيين أما الاتجاه الأول فقد بدأ في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ممثلا في صورة رسائل أو كتب صغيرة تعالج مشكلة الخطأ في نطق الضاد ببيان تحقيق مخرجها الصحيح وبيان ما اختلط معها في النطق من الحروف كالظاء في العصور الأولى وما توالى على نطق الضاد من أخطاء وأمراض تلفظية في العصور التالية واشتباهها في النطق عند المتأخرين ومزجها بالطاء المهملة أو اللام وغيرها وأما الاتجاه الثاني فيشترك مع الاتجاه اللغوي السابق في حصره للألفاظ الظائية أو الألفاظ الضادية والظائية في اللغة بعامة ويختلف عنه بتخصيص مجال الحصر في كلمات القرآن الكريم وقد بدا التأليف في هذا الاتجاه في القرن الخامس الهجري والمؤلفات كالآتي :
أولا : مؤلفات تحقيق مخرجي الضاد والظاء في تلاوة القرآن المنزل :