اهـ وذكر أستاذي وشيخي عميد كلية القرآن بالمدينة المنورة عبد العزيز قارئ في كتابه الرائع ( سنن القراء ) كلام مهم عن التلقي من أهل الأسانيد والحذر من التعلم أو القراءة على أهل الحفظ من المصحف فحسب قال ص ٤٥ ( تلقي القرآن من القراء الضابطين قال تعالى )وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل: ٦) أي يُلقَى إليك وحيا من الله تعالى ومادة ( تلقى ) من اللُِقْيا فيها لقاء بين اثنين هما المُتلقِي بكسر القاف والمتلقَى بفتح القاف والمتلقِي هنا هو الرسول ﷺ والمتلقَى منه هو الله عز وجل ولكن بواسطة جبريل كقوله )فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة: ١٨) أي فإذا قرأه عليك رسولنا وسفير وحينا جبريل وبُنى الفعل للمفعول (لَتُلَقَّى ) إشارة إلى أهمية المقرئ الذي تؤخذ عنه القراءة وقال ) مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)(هود: من الآية١) مع أن التلقي ليس من الله مباشرة بل بالواسطة وهذا أول السلسلة سلسلة الرواية والإسناد فأمر هذا القرآن في تلقيه مبني على ذلك لكن منتهى السلسلة إلى مقام رب العلمين كما نَوَّهْنا سابقا.... هذا بداية التنبيه على أهمية تلقي القرآن من الحافظين الضابطين المتقنين الذين تلقوه بالأسانيد المتصلة.


الصفحة التالية
Icon