" يجوز الإشمام السابق شرحه.
" ويجوز الاختلاس، وهو عبارة عن الإسراع بالحركة مع إضعافِ الصوتِ بها، بحيثُ يذهبُ ثُلُثُها ويبقى ثُلُثاها، ويعبِّرُ عنه بعض المصنِّفين بالإخفاءِ، وكثيراً ما يُسَمُّونه رَوْماً تساهلاً في العبارة، وانظر الفرق بين الروم والاختلاس من كلام شيخ الإسلام زكريا الأنصاريُّ - رحمه الله - في شرح الجزريَّة ص١٥٥.
وعليه فإنَّ الاختلاسَ في: ﴿ تَأْمَنَّا ﴾ يكونُ بفَكِّ الإِدغامِ، أي: نطقُ كلِّ نونٍ على حِدَة (تَأمَنُنَا)، وكلُّ ما في الأمر هو خفضُ الصوتِ عند النطق بالنون الأُولى المضمومةِ مع شيءٍ من السرعة في نُطقِها بالنسبة لأزمنةِ ما جاورها من الحروف. ولا تُضْبَطُ كيفيَّةُ الاختلاسِ هذه إلاَّ بالمشافَهة والأخذِ من أفواه القرَّاءِ المتقِنين. هذا وقد وُضعت النقطة الخالية الوسط المعينة الشكل قبيل النون المشددة من قوله تعالى: ﴿ تَأْمَنَّا ﴾ في مصحف المدينة النبوية ليدل على الإشمام وهو الأسهل، ويجوز فيها الاختلاس وهو المقدم في الأداء.
فائدة: قد اتَّفقت المصاحفُ العثمانيّةُ على كتابة ﴿ تَأْمَنَّا ﴾ بنون واحدة.
قوله تعالى: ﴿ عِوَجًا (١) قَيِّمًا ﴾، أول الكهف، و ﴿ مَرْقَدِنَا هَذَا ﴾، يس[٥٢]، و ﴿ مَنْ رَاقٍ ﴾، القيامة[٢٧] و ﴿ بَلْ رَانَ ﴾، المطففين[١٤].
وتسمى السكتات الأربع عند حفص، واختلفت الطرق عنه في هذه السكتات الأربع، وإليك بيان الطريقين:
طريق روضة المعدل:
يجب ترك السكتات الأربع، ويترتب على عدم السكت: تنوين ألف (عِوَجًا) والإخفاء في قاف(قَيِّمًا) لوجود القاف بعد التنوين، ويجب في لام (بَلْ) ونونَ (مَنْ) أنْ تُدْغَم في الراء بعدهما إدغاماً كاملاً، ويكون النطقُ براءٍ مشدَّدة: (مَن رَّاقٍ)، (بَل رَّانَ).
طريق الشاطبية:


الصفحة التالية
Icon