وجوب الإتيان بالسكتات الأربع المذكورة. والسكتُ: هو وُقَيفةٌ لطيفة على حرفٍ قرآنِيٍّ بزَمَنٍ لا يُتَنَفَّسُ فيه عادةً، بنيَّةِ استئنافِ القراءة، وتضبطهُ المشافهة، وزمنُه يتناسبُ مع سرعة القراءة من حَدْرٍ أو تَدْويرٍ أو تحقيق.
وكيفية السكت على (عِوَجًا) يكونُ بالتعويض عن تنوينِ النصب بألِفٍ فيكون النطق بجيم مفتوحة بعدها ألف، ثم وقيفة لطيفة بدون تنفس قبل قراءة (قَيِّمًا): ﴿ عِوَجًا (١) قَيِّمًا ﴾. والسكت على ﴿ مَرْقَدِنَا هَذَا ﴾ يكون بوُقَيْفة يسيرة بدون تنفس على ألف (مَرْقَدِنَا). والسكت على ﴿ مَنْ رَاقٍ ﴾، و ﴿ بَلْ رَانَ ﴾ يكون بإظهار النون واللام والوقف عليهما يسيراً قبل الراء فيهما. هذا وقد وُضعت سين صغيرة في مصحف المدينة النبوية فوق الحرف المراد السكت عليه ليدل على أن السكتات الأربع واجبة من طريق الشاطبية.
ملاحظة: أحكام سكتة سورة الحاقة لا خلاف فيها، وهي مذكورة مفصلة في آخر مصحف المدينة النبوية.
ملاحظة أخرى: الأحكام المترتبة على السكت وعدمه من الطريقين إنما تكون عند الوصل، وأما أحكام الوقف فلا خلاف فيها. ولا مانعَ من أن يَقِفَ القارئُ مع التنفُّسِ على قوله تعالى: ﴿ عِوَجًا (١) ﴾ ؛ لأنه رأسُ آية، والمعنى صحيحٌ مستقيم عنده، وللقارئ أن يَبتدِئَ بما بعده، والوقف على رأس الآية سنة، كما أنَّه لا مانعَ منْ أن يَقِفَ على: ﴿ مَرْقَدِنَا ﴾ إن جعَل ما بعدها كلاماً مستأنَفاً؛ ولهذا وُضع عليها علامة (الوقف أولى) مع علامة السكت في مصحف المدينة النبوية. وللقارئ الخيار: السكت بأحكامه المتقدمة، أو الوقف وهو أولى. وأما سكتة القيامة والمطففين فلا يجوز الوقف عليها إلا اضطراراً.
هجاء (عَيْنْ) من قوله تعالى: ﴿ كهيعص ﴾ و ﴿ عسق ﴾ أول مريم والشورى:
طريق روضة المعدل:
وجوب قصر الياء في لفظ: (عَيْنْ) في أول السورتين، أي: تمد حركتين.
طريق الشاطبية: