الغالب منْ أنَّ إكراههنَّ إنما يكون مع إرادتهنّ التحصًّنَ، ولوروده على سبب، وهو أن الجاهلية كانوا يُكرهون إماءَهم على الزنى، مع إرادتهنَّ التحصنِ، أو أنَّ " إنْ " بمعنى " إذْ " كما في قوله تعالى: " وَذرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " وقَوْلِهِ: " وأنتمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ".
٦ - قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ..).
قاله هنا بذكرِ الواوِ، و " إليكمْ " وقاله بعدُ بحذفهما، لأن اتصال ما هنا بما قبله أشدًّ؟ إذ قوله بعدُ " ومَوْعِظَةً للمتَّقِينَ " مصروفٌ الى الجُمَل السابقة من قوله: " وَلْيَسْتَعْفِف الّذينَ لا يجدونَ نكاحاً " إلى آخره، وفيه معطوفان بالواو، فناسبَ ذكرُها العطف، وذكرَ " إليكم " ليُفيد أنّ الآياتِ المبيِّناتِ، نزلتْ في المخاطبينَ في الجُمَل السَّابقة، وما ذُكِرَ بعدُ خالٍ عن ذلك، فناسبَهُ الاستئنافُ والحذفُ.
٧ - قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ..) الآية، أي مثل صفةِ نورِه