إن قلتَ: كيف نفى وجودَ النبي - ﷺ - في زمن مريم،
مع أنه معلوم عندهم، وتَرَكَ ما كانوا يتوهمونه من استماعه ذلك الخبر من حُفَّاظه؟
قلتُ: لأنهم يعلمون أنه - ﷺ - أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب، وإنما كانوا منكرين للوحي، فنفى اللَّهُ الوجودَ الذي هو في غاية الاستحالة، على وجه التهكّم بالمنكرين للوحي، مع علمهم أنه لا قراءة له ولا رواية.
٢١ - قوله تعالى: (اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى أبْنُ مَرْيَمَ..).
فيه التفاتٌ إذِ القياسُ " ابْنُكِ ".
فإِن قلتَ: كيف قال " ابن مريم " والخطابُ معها،
وهي تعلمُ أنَّ الولد الذي بُشِّرت بِهِ يكون ابنَها؟
قلتُ: لأن النَّاسَ يُنْسبون إلى الآباء، لا إلى الأمهات، فأُعلمتْ بنسبتهِ إليها أنه يُولد من غير أبٍ، فلا يُنسب إِلّاَ إلى أمه.
٢٢ - قوله تعالى: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المَهْدِ وَكهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ).
إن قلتَ: أيُّ معجزةٍ لعيسى عليه السلام في تكليمه النَّاسَ كهلاً؟


الصفحة التالية
Icon