ومن النصوص القرآنية التي تناولها البقاعي، والتي يكون فيها الكلام متوقف على محذوف، لكي يستقيم معناه، فقد جاء في قوله تعالى: ﴿وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ﴾ (١) أي حبّه (٢)، وقوله تعالى: ﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء﴾ (٣) أي لا نسقي مواشينا (٤)، وقوله تعالى: ﴿ حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ (٥) وهي الشمس (٦)
د: دلالة الإيماء :
وهي نوع من أنواع الدلالات التي أقرّها المتكلمون، أمّا الأحناف فلم يعدّوها من طرائق الدلالة، فدلالة الإيماء هي: ((دلالة اللفظ على لازم مقصود للمتكلم بسبب قرآنه بشيء لو لم يكن علة له، لكان ذلك القرآن، بعيداً عن المتعارف في المخاطبات)) (٧).
أمّا البقاعي فلم يُشر إلى المصطلح الخاص بهذه الدلالة، وإنّما نهج نهج الدلالات السابقة مكتفياً بالأمثلة فقط، ومما جاء دالاً على دلالة الإيماء في قوله تعالى: ﴿... وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (٨).

(١). البقرة: ٩٣.
(٢). ينظر: نظم الدرر: ٢/٥٤.
(٣). القصص: ٢٣.
(٤). نظم الدرر: ١٤/٢٦٥.
(٥). ص: ٣٢.
(٦). نظم الدرر: ١٦/٣٨٠.
(٧). مفاهيم الألفاظ ودلالتها عند الأصوليين: ٤٨، وينظر: المستصفى: ٢/١٨٩، وشفاء الغليل: ٢٧، وأسباب اختلاف الفقهاء: ١٧٦.
(٨). الأعراف: ٢٦.


الصفحة التالية
Icon