وفي ضوء هذا التفاوت في وضوح الدلالة وخفائها في النصوص القرآنية، سلك كل المتكلمين والاحناف طريقا خاصا بهم في تقسيم الدلالة، إذ قسم المتكلمون الألفاظ من حيث الوضوح إلى ((الظاهر والنص)) ومن حيث الخفاء إلى((المجمل – والمتشابه)) أما الأحناف، فقد قسموا اللفظ باعتبار الوضوح إلى:((الظاهر-والنص – والمفسر - والمحكم)) وباعتبار خفائه إلى: ((الخفيّ-والمشكل-والمجمل-والمتشابه)) (١) فالالفاظ التي هي واضحة الدلالة ليست على درجة واحدة من الوضوح، بل بعضها أوضح من بعض، وكذلك الألفاظ الخفية ليست متساوية في الخفاء، إذ ان بعضها أشد خفاء في دلالتها على الأحكام من بعضها الآخر، ويرجع هذا التفاوت في وضوح الدلالة إلى درجة احتمال اللفظ، لصرفه عن معناه الظاهر إلى غيره وعدم احتماله ذلك، وإلى قبول النسخ وعدم قبوله، فان اللفظ الذي لا يحتمل التأويل ولا النسخ هو في أعلى درجات الوضوح في معناه، لأنه لا يحتمل غير المراد منه أصلا (٢)
أ- المحكم والمتشابه.
(٢). ينظر: اصول الفقه ((بدران))١٦٤.