وقد تعددت تسميات الكتاب لدى البقاعي والتسمية المشهورة لدى العلماء هو( نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) إلا أنه لم يكتف بهذا الاسم بل أطلق تسمية أخرى هي: ((فتح الرحمن في تناسب أجزاء القرآن)) (١) ويصرح الباحث اكرم عبد الوهاب قائلا: (( والمراد من أجزاء القرآن ما هو أعمّ من ذلك ليتناول تناسب السور مع التي قبلها والتي بعدها، وتناسب الآية مع سابقتها ولاحقتها، بل تناسب الآية بعضها مع بعض)) (٢) والذي أودّ الإشارة إليه هو: إنني لا أشاطر الباحث الفاضل الذي ذهب إلى شمول التناسب في التسمية الثانية للتفسير، بل أقول: إن التسمية الأولى للتفسير أعم وأشمل في التناسب، لأن ((نظم الدرر في تناسب الآيات)) يتمثل في تناسب الآية مع سابقتها ولاحقتها والتناسب فيما بينهما، و((السور)) هي تناسب السور سواء أكانت مع سابقيها أم مع لاحقيها، أما قوله في التسمية الثانية (أجزاء القرآن) فأكبر الظن المقصود بتناسب أجزاء القرآن مع بعضها، أي الجزء مع سابقه أو لاحقه.
وقد أشار البقاعي إلى تسمية ثالثة له وهي (ترجمان القرآن ومبدي مناسبات الفرقان) (٣) وقال ابن العماد في وصف الكتاب ((وصنف تصانيف متعددة من أجلّها المناسبات القرآنية)) (٤) وبهذا العلم الجليل يعدّ البقاعي من المهتمين بتناسب الآيات والسور في بيان الإعجاز القرآني.
ب- موارده اللغوية
استقى البقاعي المسائل الدلالية التي أوردها في كتابه نظم الدرر معالجا بها الموضوعات التي تضمنتها تلك المصنفات من ضربين من الموارد اللغوية : النقل من الكتب ومن الأعلام :
أ- النقل من الكتب :
(٢). البقاعي ومنهجه في التفسير: ٧٥.
(٣).. نظم الدرر: ١/٥
(٤). شذرات الذهب: ٧/٣٤٠.