وقد أشار البقاعي إلى كل من المحكم والمتشابه، فالمحكم عند البقاعي هو:(( الذي بان للعبد فيه خطاب ربه من جهة أحوال قلبه وأخلاق نفسه وأعمال بدنه فيما بينه وبين ربه من غير التفات لغرض النفس في عاجل الدنيا ولاآجلها)) (١) أمّا المتشابه:(( هو الذي لا يتبين للعبد فيه خطاب ربّه من جهة قصور عقله عن إدراكه)) (٢)
ويظهر من كلام البقاعي إن المحكم، هو كل ما بان خطاب الله سبحانه للعبد، أمّا المتشابه فهو ما خفي للعبد معناه، وذلك يعود لقصور في عقله أو فهمه عن ادراك معناه، وما جاء في معرض كلامه في ضمن المحكم على سبيل التمثيل وليس الحصر قوله تعالى:﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ (٣) فيقول البقاعي:(( وأمّا تنزيله في ترتيب البيان، فان أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المحكم وهو قوله سبحانه وتعالى)) (٤) أمّا ماجاء في صدد المتشابه الحروف أول السور نحو قوله تعالى: ﴿الم﴾ (٥) فيقول: ((وهو حرف المتشابه، لانه عن اظهار العجز ومحض الايمان كانت الهبة والتأييد، وليكون العبد يفتح القرآن بالايمان بغيب متشابه في قوله ( آلم) فيكون أتم انقياد لما دونه)) (٦)
(٢). نظم الدرر: ١/٦٥.
(٣). العلق: ١-٥.
(٤). نظم الدرر: ١/٦٩.
(٥). البقرة:: ١.
(٦). نظم الدرر: ١/٦٩.