وما جاء في كلامه عن قوله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾ (١) ويشير البقاعي إلى أن المعنى غير ظاهر للعيان، لأن هؤلاء الطوائف من المؤمنين ليسوا في درجاتهم ولا بلغوا بنيتهم الإيمان، فالنص من المجمل حتى جاءت السنّة النبوية الشريفة بيان هذا النص القرآني يقول الرسول الأكرم ((صلى الله عليه وآله وسلم))(( الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل)) (٢) وهو شرك الاسباب التي قدر الله وصول إلى العبد بوساطتها (٣)
وجاء في قوله تعالى:﴿... كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ...﴾ (٤) ويعلق البقاعي قائلا:(( ولمّا كان النور مجملا، بيّنه على سبيل الاستئناف أو البدل بتكريرالعامل فقال:(( إلى صراط العزيز الحميد)) (٥) أي بيّن للعرب قومك، لأنه بلسانهم بيانا شافيا فيما تقيم عليه من الحجج الساطعة، وتوضيح لهم من البراهين القاطعة، ويحكم لهم من الأدلة الباهرة مثل ضوء النهار، مما فتح من مقفل أبصارهم، وكشف من أغطية قلوبهم، فيكونوا متمكنين من أن يخرجوا من ظلمات الكفر التي هي طرق الشيّطان إلى نور الإيمان وهو سبيله (٦)
المبحث الثاني
الحقيقة والمجاز
الحقيقة والمجاز.

(١). يوسف: ١٠٦.
(٢). نظم الدرر: ١٠/٢٣٩-٢٦٨.
(٣). ينظر: نظم الدرر: ١٠/٢٣٩.
(٤) ابراهيم: ١
(٥) نظم الدرر: ١٠/٣٧١
(٦) للمزيد ينظر نظم الدرر: ٨/٥٥٨، ١١/١١٢، ١٢/٢٨١-٣٥٥، ١٤/٣١٨-٤٤٥، ١٥/٢٣٥-٥٠٩، ١٦/٤٥٧-٤٧٨، ١٧/١٧٠، ١٩/٩٠


الصفحة التالية
Icon